أُواجه بالتعنيف دائِما ,bronte قصيدة لإيميلي برونتي

 أواجَهُ بالتعنيفِ

أواجَهُ بالتعنيفِ كثيراً

لكنني أعودُ دوماً

الى تلكَ المشاعرِ الأولى التي وُلِدَتْ معي

وأهجرُ السعيَ المحمومَ للثروةِ والمعرفةِ

نحوَ أحلامٍ عقيمةٍ بأشياءَ لا يُمكنُ تحقيقُها.


اليومَ لن أقصدَ الأقاليمَ الظليلةَ

فاتّساعُها الموهِنُ يفاقِمٌ الحزنَ

والرؤى التي تنهضُ جحفلاً بعد جحفلٍ

تُدني الى حدٍّ عجيبٍ

هذا العالمَ الموهومَ


سأمشي ولكنْ ليسَ فوقَ آثارِ الخُطى البطوليّةِ

ولا مسالكِ الخلقِ النبيلِ

ولا بينَ الأوجهِ النصفِ الواضحةِ..

تلكَ الأشكالَ الغائمةَ لتاريخٍ غابرٍ قديم


سأمشي الى حيثُ تقودني طبيعتي أنا

وإنّها لتدفعُني لاختيارِ دليلٍ آخرَ

الى حيثُ ترتَعُ القطعانُ الرماديةُ

في الوديانِ الصغيرةِ التي يغمرها السَّرخَسُ .

الى حيثُ تنفخُ الريحُ الجَموحُ بوجهِ الجبلِ


هذه الجبالُ الوحيدةُ

ماذا بوسعها أن تكشفَ ؟

مجداً أعظمَ وحزناً أشدَّ مما في وسعي إحصاؤُهُ .

والأرضُ التي توقِظُ الإحساسَ بقلبِ إنسانٍ واحدٍ

قادرةٌ أن تكونَ مرتكَزاً

بين عالمَينِ ... من جَنةٍ ونار


الرواقيُّ القديمُ

الثروةُ مزدَراةٌ بعيني

والحبُّ أراهُ بعينِ الاستخفافِ

وما شهوةُ المجدِ غيرَ أضغاثِ أحلامٍ

زالتْ مع الصباحِ.

وإذا صَلَّيتُ فما من دعاءٍ على شفاهي إلا :

"ذَرِ القلبَ الذي أحملُ بينَ الضلوعِ

وامنحني الحريةَ"

نعم ، وإذ تدنو أيامي المسرِعاتُ لغايتِها

فهذا كلُّ ما أرجو :

روحاً طليقاً في الموتِ والحياةِ

وشجاعةً على الاحتمال.


| إميلي برونتي  | 

Comments