تأثير الليلة الأولى,لماذا تعجز عن النوم فِي مكان جديد ؟!

 


من منا لم يواجهه الأرق عندما حاول النوم في غرف الفنادق أو حتى في غرفة مختلفة داخل بيتك الخاص؟

هذا التأثير يُدعى ب " تأثير الليلة الأولى " و هي مصطلح يصف الشعور بعد القدرة على النوم في مكان جديد , حيث يبقى الدماغ في حالة تيقظ لا إرادية و يأخذ وضعا يُشبه وضع الحراسة الليلية, ماتزال أسباب ذلك غير واضحة و لا النظريات المقترحة مؤكدة مئة بالمئة لكن هنالك بعض محاولات لتفسير ذلك


اقترحت دراسة حديثة أنها قد تكون ميزة تطورية حيث أظهر فريق بحث في جامعة براون أن الأرق يحدث لأن أحد نصفي الدماغ, الأيسر تحديدا, يتخلى عن النوم و يعمل مساحة ليلية تنبهنا للمخاطر المحتملة التي قد تحدث للفرد خلال نومه إذ كانت هذه الميزة تُساعد أسلافنا في البقاء على قيد الحياة حين يغيرون مكان تواجدهم و هذا ما جعلهم تصل إلينا عبر الإنتخاب الطبيعي كان يفصل تشارلز داروين, و في دراسة أخرى ,أُجريت على خمس و ثلاثين شخصا, لمشاهدة نشاط المخ خلال أول مرة للنوم في مكان ما قالت الدكتورة ماسكو تاماكي : " أن المشاركين قد إستغرقوا وقتا أطول الخلود إلى النوم و إستيقظوا عدة مرات خلال الليل كما كانت مدة النوم العميق أقصر من المعتاد " , كان تفسيرهم يعتمد على كون دماغ النائم يمر بالعديد من المراحل خلال نومه لكل منها إشارة كهربائية مميزة و مرتبطة مع درجة عمق النوم, ركزت تاماكي و فريقها على أعمق درجة التي نكون عندها أكثر عُرضة للخطر , قاموا بإستدعاء المشاركين للنوم لليلتين متتاليتين داخل المخبر في الأولى كان نشاط الموجة العميقة ملحوظا بشكل كبير في الجانب الأيسر من المخ منه في الجانب الأيمن أما في الليلة الثانية فكانا متشابهين نسبيا , لكن كانت تاماكي و فريقها يتسائلون حول ما إذا كان النوم الخفيف في الجانب الأيسر للمشاركين يجعلهم أكثر حذرا للمخاطر و هكذا قامت بعرض مجموعة أصوات غريبة و عالية عليهم و تم تسجيل نفس النتائج خلال الليلة الأولى و الثانية إذ أصبحت تلك الأصوات إعتيادية و مألوفة بالنسبة للدماغ و بالتالي لا تُشكل خطرا , وجد الباحثون أنه في أدمغة الطيور و عجول البحر و بعض الحيتان و الدلافين يظل أحد نصفي الدماغ مستيقظا بينما يغطى النصف الأخر في نوم عميق و تقول تاماكي بهذا الخصوص : " على الرغم من أن أدمغتنا مختلفة تماما عن أدمغة الثديات البحرية و الطيور إلا أننا أيضا بحاجة إلى ألية لتحمينا أثناء النوم العميق لذلك أدمغتنا تطورت لتحتاج إلى جزء منها لكي يعمل كساعة ليلية " .


لذلك إن كان لديك حدث مهم في مكان ما يستوجب عليك أن تكون في طاقتك القصوى و يجبرك على تغيير مكان نومك فمن الأفضل أن تذهب قبل يوم أو يومين لكي يعتاد دماغك عليه .

Comments