تأثير بلاسيبو , كيف تُعالج الناس بدون أي دواء ؟

 

تأثير بلاسيبو هو أمثل مثال يعبر عن قُدرة العقل على شفاء نفسه أحيان يمنح الأطباء القليل من الحبوب للمرضى التي لا تحتوي بداخلها على أي مواد فعالة في شفاء المريض لكنها فقط تُشبه الدواء الطبي لكن عندما يتناولها المريض دون علم منه طبعا بقصد إقصاء أي عوامل نفسية قد تتدخل في عملية الشفاء و لإقصاء أي انحياز سواء كان إيجابي أم سلبي و هذا ما يفسر ان تكون دائما أدوية بلاسيبو ناجحة فقط أذا خُدع من يتناولها و ظن أنها خالية من أي تأثير فهو بعد تناولها بطريقة ما يقنع عقله و جسده على الشفاء لوحدهما و دون تدخل من أي مواد كيمياوية على الرغم من أن الأطباء لم يجدوا عد تفسيرا لذلك و لا تفسيرا لعلاقة العقل بالجسد لكن دواء بلاسيبو قذ أثبت فعاليته في العديد من التجارب 

بلاسيبو هي كلمة لاتينية معناها " i shall please " و هو مجموعة أقراص تكون على شكل الأقراص الطبية بنفس الرائحة و اللون العادية بإختلاف أنها لا تحتوي على أي مركبات طبية فهو يُصنع من السكر و البكتيريا لذلك يُطلق عليه إسم " حبوب السُكر " من قبل بعض الأطباء 

ذُكر هذا التأثير لأول مرة منذ 230 سنة قد خلت , تحديدا سنة 1772 , على يد الطبيب الأسكتلندي ويليام كولن الذي ذكر أنه أعطى دواءا لا يحمل أي سمة علاجية لمرضاه و مع ذلك ظهرت عليهم بعض النتائج الإيجابية , ويستخدم البلاسيبو في الدراسات العلمية الطبية، حيث يقسّم المشاركون إلى مجموعتين، الأولى تتعاطى العقار الحقيقي، والثانية تتعاطى العقار الوهمي، ولا يتم إخبار المشاركين بذلك و أحيانا يتم تقسيمهم لثلاث أحداهما تتناول الدواء الحقيقي و الثانية تثعطى حلوى السُكر أما الاخيرة فلا تتناول شيئا و ذلك من أجل استبعاد العامل النفسي و لكي نحكم بأن الدواء الجديد فعال يجب ان تكون نتائجه أفضل من كلتا المجموعتين السابقتين  . 

لسنوات عديدة، اعتقد علماء النفس أن تأثير الدواء الوهمي كان نفسياً بحتاً، مما يعني أن المرضى اعتقدوا فقط أنهم كانوا يشعرون بتحسن. حتى في الحالات التي بدا فيها أن الدواء الوهمي يساعد المرضى على محاربة المرض، فإن النظرية المقبولة كانت أن هذا التحسن كان بسبب قوة التفكير الإيجابي لكن الأبحاث الأكثر حداثة كشفت  أن تناول الدواء الوهمي له تأثير نفسي وجسدي أيضاً على وجه التحديد، عندما نأخذ دواءً وهمياً، يمكن لعقولنا أن تطلق الأندروفين، وهي مادة كيميائية تعمل كمسكن للألم طبيعياً. يمكن لهذه الإندورفين محاربة جميع أنواع الألم وتؤدي إلى آثار شفاء أخرى، مما يزيد من قوة الدواء الوهمي , و على الرغم من ذلك يقول البروفيسور تيد كابتشوك من جامعة هارفارد الذي يركز بحثه على تأثير الدواء الوهمي  "إن تأثير الدواء الوهمي هو أكثر من مجرد التفكير الإيجابي – الاعتقاد بأن العلاج أو الإجراء سوف ينجح. إنه يتعلق بإنشاء صلة أقوى بين الدماغ والجسم وكيف يعملان معاً". الدواء الوهمي لن يخفض الكوليسترول لديك أو يقلص الورم. يقول كابتشوك: "قد يجعلك البلاسيبو تشعر بتحسن لكنه لن يشفيك". 

إذا كان المريض يُدرك أن العلاج بالحقن تأثيره أسرع وأكثر فعالية من الحبوب، فهل حقن البلاسيبو سيكون تأثيرها أسرع على المريض؟

هذا السؤال طرحه الأطباء بعد اكتشاف تأثير البلاسيبو الفعّال، وأجريب دراسات منذ أكثر من 50 عامًا لاكتشاف إجابة هذا السؤال، حينما قارنت الاختبارات بين مرضى تعاطوا البلاسيبو على شكل حبوب، وآخرين تعاطوه بالحقن. واكتشفوا في النهاية أن المريض الذي تعاطى البلاسيبو بالحقن تعافى من المرض أسرع من المريض الذي تعاطى حبوب البلاسيبو؛ ومن هُنا أدرك الأطباء أن مدى معرفة المريض بالطرق العلاجية والطب يكون له تأثير معيّن، سواء سلبيًا أو إيجابيًا في رحلة علاجه, كما أجرت مجموعة من الباحثين بجامعة هارفارد دراسة على 80 مريضاً يعانون من متلازمة القولون العصبي، وقسموا المجموعة إلى قسمين: القسم الأول لم يتناول شيئاً على الإطلاق، بينما القسم الآخر وضّح لهم الأطباء أنهم سيتعاطون عقار البلاسيبو الوهمي , و الغريب أن المجموعة التي تناولت بلاسيبو و هي علم علم تام أنها مجرد حبو سكر كانت قد أظهرت تطورات إيجابية عن المجموعة التي لم تتناول شيئا , حتى أن إحدى الدراسات الأمريكية أجريت على مجموعة اختبار مكونة من 55 امرأة مصابات بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات، وعلى مدار ستة أشهر تعاطت 33 امرأة من المشاركات الدواء الوهمي – بلاسيبو – بينما تعاطت 32 امرأة العقار الطبي الذي يعمل على زيادة الخصوبة، وفي النهاية اكتشف الأطباء أن المجموعة التي استخدمت البلاسيبو تمكّن خمس منهن من الحمل، بينما المجموعة الأخرى التي تعاطت العقار الأصلي، تمكّن سبع منهن من الحمل، ووجد الأطباء أن الفارق ليس كبيرًا كما تخيلوا، وأن البلاسيبو لديه القدرة على علاج مشاكل الخصوبة أيضًا , و قد تطور الأمر حتى لإجراء عملية جراحية وهمية في فنلندا و قد نجحت كذلك .

كما ذكرنا أنه مايزال غير مفهوما كيف يتأثر العقل و الجسد ببعضهما البعض لكم ما هو مؤكد ان جميع السنوات الطبية التي قامت على غجراء فصل بينها قد بدأت في التداعي .