" الطفل المريض " لوحة من ماضي الفنان النرويجي إدوارد مونش
لقد توفيت أُخت الفنان النرويجي إدوارد مونك , جوان صوفي, سنة 1877 حين كانت في الخامسة عشر بعد معاناتها مع مرض السُل و تخليدا لذكراها قام غدموند برسم لوحةٍ تجسدها تُعرف بإسم " الطفل المريض " ..
بعد عودته من باريس إلى اوسلو , المدينة النرويجية التي كان يعيش بها , بدأ إدموند في العمل على لوحته التي أنهاها عام 1886 لكنه صنع بالإضافة لها خمس نسخ أخرى ما ين العام السابق الذكر و 1926 , تجسد الصورة فتاة سابة صغيرة تعاني من مرض ما هزيلة البدن و شاحبة اللون ترقد في السرير و تجلس بجانبها غمرأة أكبر عمرا منها ياقل بأنها خالتها تطأطأ المرأة الأكبر سنا رأسها في حزن كما يبدو كأنها تكي لقد توفي أدموند نفسه جراء الأمراض المعدية كما توفيت أمهكذلك بواسطة السل لكن يرجح أنه كان يشعر بالذنب لموت أخته و كانه كان يشعر أنه كان يتوجب عليه هو الموت بدالها وتعتبر هذه اللوحة أولى أعماله التي تمثل تركه للمدرسة الواقعية. وتلخص اللوحة بشكل رمزي مشاعر دفاقة لعلها تصور بشكل خاص مشاعره حيال موت أخته قبل تسع سنوات من رسم اللوحة.
لقد عاش مونش عذاب تجربة المرض، وأبدع بالرغم من المرض والألم، وكان فنانا من أولئك الذين يعبر فنهم عن لحظة تحول تاريخية، إذ تأثر كثيرا بفلسفة نيتشه والتحليل النفسي، وكان مونش يميل لمدرسة كارل يونغ في التحليل النفسي. ربما لهذا السبب تركز لوحاته على الحالة الداخلية للإنسان، إذ تعتبر أعماله تحليلا نفسيا لحالات مختلفة للعالم الداخلي الذي كان يعيشه مونش والذي يمكننا أن نجد فيه أيضا ما يشبهنا. وقد رسم مونش سلسة أخرى بعنوان سوداوية أو حزن، يكرر خلالها رسم رجل يضع يده على خده، ويجلس على شاطئ البحر وتظهر على ملامحه علامات الكآبة والحزن. استوحى مونش هذه اللوحة من علاقة رومانسية غير سعيدة لأحد أصدقائه.
في اللوحة النرويجية من ثمانينيات القرن التاسع عشر ، أصبح موضوع " الطفولية " شائعًا للغاية , وغالبًا ما يختار الفنانون زخارف طفل معاناة أو معدم أو طفل مريض , ومع ذلك , عندما عُرضت في عام 1886 لوحة " الطِفل المريض " في معرض الخريف للرسامين كريستيانيا ، تسببت بشكل غير متوقع في موجة من التعليقات غير المبهرة , لم يكن الجمهور الفني غاضبًا من اختيار الموضوع ، ولكن من خلال طريقة إدراكه على القماش , تسبب أسلوب اللوحة مونش في صدمة حتى بين النقاد البالية ، الذين كانوا على دراية بتجارب الانطباعيين الفرنسيين لدرجة أنهم وصفوه بالتخويف المتعمد للدافع , يقوم مونش بنقل هذا المشهد الحميم العميق في نغمات رمادية صامتة و كئيبة إلى حدٍ ما فتبدو البشرة الشاحبة لوجه المريض و الجدار المحاط بشعر محمر , شفافة تقريبًا على خلفية وسادة بيضاء كبيرة. فستان الفتاة والقبعة في حجرها يعزز الصوت السلبي في الصورة كما أن الشخصية المنحنية بحزن في ثوب مظلم تكاد تندمج مع الخلفية , ترمز إلى الموت والموت وحده الموت الذي كان مونش قد راقبه يأكل أخته ببطىء أمام عينيه .
Comments
Post a Comment